الألم العضلي الليفي متلازمة في تصاعد مستمر

فيبروميالجيا متلازمة تتشابه في أعراضها مع العديد من الأمراض الروماتيزمية وأمراض المناعة الذاتية وقائمة طويلة أخرى، لكن الجمعية الأمريكية للأمراض الروماتيزمية، وضعت لها تقييما لتحديد درجة الألم وانتشاره واستبعاد احتمال الأمراض المشابهة بالتحاليل الخاصة بكل مرض كقياس معامل روماتويد لتشخيص الروماتويد. أصبح الأطباء يدركون خطر هذا المرض الذي يصيب النساء أكثر من الرجال، وقد يؤدي للإعاقة الجزئية أو الكاملة.

الألم العضلي الليفي متلازمة في تصاعد مستمر
الألم العضلي الليفي


ما هو الفيبروميالجيا ؟

يوصف الفيبروميالجيا بوجود ألم منتشر في الجسم، يستمر على الأقل لثلاثة أشهر، مع وجود تصلب في الصباح، يصاحب ذلك عادة اضطراب في المزاج، وأرق وصعوبة في النوم، وقد يعاني أيضا من تشويش في الذهن Brain Fog . يصبح المريض شديد الحساسية للألم ، ويعاني من إجهاد مزمن. وفقا لموقع CDC فإن هناك نحوا من 4 مليون أمريكي مصاب بهذا المرض، وهو ما يعادل 2% من عدد السكان البالغين في الولايات المتحدة.

النساء أكثر من الرجال 

ذكرت العديد من الدراسات في بلدان مختلفة، أن النساء يصبن بالفيبروميالجيا أكثر من الرجال، لكن ربما هناك مرضى من الرجال لا يتم تشخيصهم، ولعل ذلك يرجع بعضه لطبيعة الرجل، وخوفه من أن يوصم بعدم القدرة على العمل، ولعل الدراسات في السنوات القادمة تكشف لنا أكثر عن حقيقة الأمر.

كيف يتم تشخيصه 

لا يوجد إلى الآن وسائل معملية لتشخيصه، وقد يسترشد بزيادة سرعة الترسيب "ESR"  وبزيادة C-reactive protein "CRP". وتعددت الأبحاث التي اهتمت بتقييم المرض واكتشافه، من خلال نقاط محددة في الجسد يتركز فيها الألم. وأغلب هذه القياسات تركز على فكرة الألم المنتشر في الجسد Wide spread pain. واستمرار الألم لمدة لا تقل عن 3 أشهر. ومن تلك القياسات ما أرفقناه في الشكل التالي:

(Rheumatology [Oxford] 2020;59:3042-9). Adapted from the article of Salaffi et al
وساعدت هذه الأدوات في تشخيص المرض، وتحديد شدته كذلك، لكن بعض المدارس الطبية تكتفي بانتشار الألم فحسب لفترة طويلة، مع وجود اضطرابات في النوم أو اكتئاب أو اضطرابات القولون.

أسباب الفيبروميالجيا

لا يُعرف على وجه الدقة أسباب هذه المتلازمة، لكن العلماء أجمعوا على أنه مرض يصاب الجهاز العصبي، ويجعل الموصلات الكيميائية تفرز بطريقة غير طبيعية، مما يؤدي للشعور المفرط بالألم والأجهاد. والملاحظ أن نوبات هذه المتلازمة، وأوقات الذروة في الأعراض، تأتي بعد صدمات نفسية. لكن هذا لا يعني بأنه مرض نفسي، وإنما هو مرض فسيولوجي، من أعراضه ومسبباته التوتر النفسي.

تعددت الفرضيات المقترحة لتفسير هذه المتلازمة نذكر منها:

* الالتهاب العصبي أو Neuroinflammation

* خلل في عمل الميتوكندريا Mitochondrial dysfunction

* اضطرابات القولون، ودراسة ما يعرف ب Brain Gut axis، وملاحظة العلاقة بين اضطرابات الجهاز العصبي، مع اضطرابات الجهاز الهضمي.

العلاج

لم يصل الباحثون حتى الآن لعلاج شافٍ لهذه المتلازمة، وإنما تتركز الخطة العلاجية في الآتي:

  • مجموعة الأدوية التي تعمل على ناقل عصبي اسمه GABA. وبعض مضادات الاكتئاب. وكذلك بعض المسكنات القوية، مع مراعاة تجنب التعود والإدمان، ولا ينبغي للمريض أن يتناولها من نفسه وإنما بمراجعة الطبيب المختص
  • السيطرة على مشكلة النوم، وتحسين جودته.
  • تخفيف التوتر وتقليل الأعمال اليومية، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
  • تتعدد التخصصات التي ينبغي على مريض "الفيبرو" أن يراجعهم، أولهم؛طبيب الأمراض الروماتيزمية Rheumatology، وكذلك الطبيب النفسي، والطبيب الباطني لتخفيف الأعراض.
  • قد تفيد بعض المكملات والفيتامينات، لاسيما فيتامين د، وبعض المكملات الأخرى. كما تساعد المشروبات مثل الأشواجندا أو الجنكو في تحسين التركيز والنشاط الذهني.
  • تحسين نظام الحياة، وانتظام الصلاة وممارسة التأمل، تساعد في إدارة المرض والتخفيف من الشعور بالألم.

وخلاصة القول: أن متلازمة التعب المزمن أو الألم العضلي الليفي أو الفيبروميالجيا، يصعب تشخيصها لاشتراك أعراضها مع أمراض أخرى، وإلى أن يصل الطب لعلاج شافٍ، ينصح المريض بتغيير نظام حياته، لتصبح أقل توترا، وتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة الخفيفة، وقبل ذلك كله؛ تحسين صلته بالله عز وجل.